علاقة الاغنياء بالفقراء كعلاقة التماسبح بالطيور . .....
كما نعلم ان التماسبح تلتهم فريستها ولكن يعلق بين اسنانها وانيابها بقايا من لحوم تلك الفريسة فتسمح التماسيح للطيور ان تهبط داخل افواهها لتنظف الفضلات الموجودة بين اسنانها حتي تستعد للمزيد من الفرائس ...علاقة منفعة بحتة ..اي ان التماسيح لا تأذن لاى طير ان يشاركها الفريسة ..بمعني ان الطيور مجرد عمال نظافة مجرد سلاكات لاسنانها
هكذا الغني بعلاقته بالفقبر لا يسمح له ان يشاركه غناه او التهام فريسته وقد يكون الفقير هو الفريسة نفسها...فضحتم الفقراء بمنكم علبهم وبالتبرعات الواهية التي تملئ المسامع والابصار ليلا ونهارا علنا وجهارا...المشكلة ليست مستشفى سرطان او معهد قلب او مركز كبد المشكلة لها ابعاد اكثر من ذلك وهو قطع الطريق علي المرض قبل وصوله للجسد وذلك يتم من خلال تغذية سليمة وتعليم صحيح ومناخ بيئي صحي فالطفل يريد ويحلم ان يتم الاهتمام به وهو سليم وليس وهو راقدا جسدا ضئيلا هامدا نحيفا علي سرير المرض اذا وجده اصلا وبينه وبين الموت انفاسا معدودة ...لابد ان يشعر الفقير بأن له كرامة وكيان في بلده و انه ليس عدم انه يحتاج الحب والاهتمام الصادق اكثر من المال واكياس العلاج ...يحلم ان يحل ابنه مشاكله يحلم بمكانة مرموقة لاولاده .يحلم بان يمكن لقدميه ان تطئ اي ارض في وطنه يحلم بأن فارق المال مجرد فارق وهي ووهمي مثل خط الاستواء نعم انه يحلم بالمساواة والاستواء ....يتمني الفقير والبسيط وصاحب عيشة التقسيط والتنقيط ان يشعر الناس به وانه ليس مجرد شبح او اضغاث احلام او اوهام اوكابوس يرهق البكوات ....يحلم ان يعامل علي انه انسان خلق كما خلق الاخرون بنفس الطريقة من لحم ودم ومن رحم امرأءة عاريا صارخا ونفس النهاية عاريا ايضا وتحت الثري .....نريد ان تذوب الفوارق نريد احساس احترام تقدير وقار .......لا فرق بين اعجمي علي عربي الا بالتقوي ....احسوا بالمحتاج والفقير فكفاه انه يأخذ من اوساخ اموالكم فأعطوه الحب من قلوبكم النظيفة النقية
كفاكم ايها الاغنياء فالبطون الممتلئة اوشكت علي الانفجار ....واكوام المال اوشكت علي الانهيار ومهما طال الليل سيكون للدنيا نهار وهناك اليوم الاخر اما جنة او نار وبيدك انت سيدى صنع القرار اما مع الفجار او الابرار
جزاكم الله خيرا........